تختلف قصة رونالدينيو عن قصة أي لاعب برازيلي في بداياته فهي كانت مشحونه بالبؤس والأمل قبل الوصول الى النهايه السعيده .
ذاق مرارة الفقر والحرمان الى درجة أنه قد لايجد بعض الأحيان مايخفف عليه وينسيه جوعه قبل منامه .
والده جوان ديسلفا موريور لاعب سابق في صفوف كروزيرو في السبعينات لكنه لم يحترف بسبب التزاماته العائليه .
وكان جوان أول من توقع أن يصبح إبنه رونالدينيو نجما كرويا لامعا منذ أن رآه وهو يلاطف الكره في سن التاسعه .
لكن هذا الأب لم يتمكن من تحقيق أمنية مشاهدة أبنه نجما كرويا لامعا إذ توفي وهو في سن الثانية والأربعين بنوبه قلبيه في حوض السباحه أمام عيني هذا الصغير في المنزل الذي اشتراه نادي غريميو للعائله . ولم يكن عمر رونالدينيو سوى 10 سنوات فقط .
وهي الحادثة التي تحدث عنها رونالدينيو مرة واحدة في برنامج خاص يبث على قناة أوغلوبو حيث في لحظة في جملة واحدة (( في قلبي جرح عميق ولكنها سنّة الحياة ))
وتدحث وقتها الى مذيع البرنامج يحكي قصة معناته في الصغر أن الذي كان يؤلمه كثيرا في طفولته هو أن يرى والدته دونا ميفيلينا تغادر البيت قبل الساعة الرابعة صباحا لتشتغل كمنظفة في مطعم خاص في محافظة بورتو اليفرو .
وكان من الطبيعي أن يعفي أمه من هذا العمل بمجرد أن أصبح محترفا مع نادي غريميو. وحين تحسنت أحواله أكثر وظف لها شغالتين تخدمانها طوال النهار والليل. لهذا البرازيليون يحبّونه ولهذا يحمل البرازيليون لرونالدينيو مشاعر حب والعطف التي قلّما أظهروها للاعب آخر. و يدركون أكثر من غيرهم السر الذي تخفيه تلك الإبتسامة العريضة التي لا تفارق شفتيه .
أسيس هو الأخ والأب و المرشد والمدرب
أسيس الشقيق الأكبر لنجمنا ووكيل أعماله حاليا لم يشذ ايضا عن قاعده العائله لعب مع غريميو من سن السادسه عشره . وكاد أن يوقع مع الأنتر لكنه فضل الاستمرار مع ناديه لأنه هو المسؤول الأول والأخير عن أمه وأخيه الصغير روني وماكان أسيس يحبذ الإبتعاد عنهم .
واسهم أسيس كثيرا بفوز فريقه بكأس البرازيل عام 89 كما لعب مع المنتخب البرازيلي . وعام 90 أصيب اسيس في ركبته فأبتعد موسما كاملا عن اللعب وبعد أن تعافى لعب مع سيون السويسرى وفاز معه بالكأس , ثم لعب مع سبورتنغ لشبونه البرتغالي وبعدها ذهب الى البرازيل ليلعب مع فاسكو ديغاما ثم فلومينسي وبعدها الى اليابان ثم المكسيك ثم الى نادي مونليبيه الفرنسي وحاليا هو وكيل أعمال أخوه الصغير رونالدينيو .
وبرغم انشغال أسيس فقد لعب دور الأب لأخيه رونالدينيو فكان يواكب تطوره المذهل في الملاعب أكثر من مواكبته له في عالم الدراسه .
الانجازات تتوالى منذ الصغر
كان رونالدينيو مقلدا بارعا في صغره للأساطير الكره ماردونا وريفلينو ورنالدو ايضا . ويقول عنه صديقه ماريانو أن مدرستهم ذات مره فازت بـ ( 23 / صفر ) على مدرسه اخرى كانت جميعها بمجهود رونالدينيو .
وكان هذا التميز والانجاز موضع مراقبه كبيره من جانب المدرب رودغير زيمرمان الذي ضمه في نفس السنه الى منتخب البرازيل تحت الـ17 سنه بعد أن غادر مقاعد الدراسه غير أسف لها .
في عام 1997 فاز رونالدينيو بكأس العالم للناشئين في مصر وتم إختياراه افضل لاعب في البطوله , وقد ساعده هذا الانجاز كثيرا لأن يصبح في الفريق الأول لغريميو .
وفاز رونالدينيو مرتين بلقب الهداف مع ناشئي غريميو ويعتبر أجمل هدف سجله في بدايته عندما كان في سن الـ17 تخطي حينها 5 لاعبين وأرسل كره ساقطه فوق حارس المرمى و دعم هذا الهدف رصيده في عالم الإحتراف .
وقد تم تمديد عقده مع النادي في فبراير 1998 حتى 2001 .
على الرغم من مدح لازاروني مدرب غريميو دائما له لم يحظى رونالدينيو بمركز ثابت عنده واستمر هذا الجحود ايضا بالمدرب ادينيو الذي تولى المهمه بعده .
الى أن تسلم المدرب سلسوورث المهمه عام 1999 فأعطاه مركزا ثابتا في التشكيله تفجرت عندها كل طاقات لاعبنا الرائع وأستطاع أن يسطر أعذب ألحان السامبا في كرة القدم . وفاز الفريق بكأس الجنوب وبطولة ريو غراندي دوسول .
لم يتأخر لوكسمبورغو في ضم رونالدنييو الى تشكيلة المنتخب البرازيلي حيث وجد هذا المدرب ضالته المنشوده فيه للحلول مكان إدييلسون لاعب كورينثياس أثناء التحظيرات لكوبا اميركا في البارغواي عام 1999 وقد سجل في تلك البطوله سبعة أهداف كان أجملها على الإطلاق هدفه في مرمى فانزويلا .
ومازال العالم يذكر الدقيقه الـ75 عندما رفع رونالدينو الكره من فوق اللاعب الفانزويلي بطريقه ساحره وتلاعب بالدفاع ووضع الكره في المرمى . حينها أحس جمهور البرازيل أنهم فعلا أمام بيليه أخر لأن الثقه التي تمتع بها والليونه والحماس والسرعه هي الصفات التي كانت تميز عظماء كرة القدم .
وقد زاد هذا الهدف من شهرة رونالدينيو وبات اسمه على كل لسان في أوربا . وبعدها تفتحت عيون الأنديه الكبيره عليه .
برغم الخساره جمهوره سعيد بهوفي كاس القارات التي أقيمت في المكسيك قال رونالدينيو كلمته وبكل قوه أثبت حينها قدرته كهداف عندما إفتتح الرباعيه أمام المانيا . وسجل هدفا رائعا امام أمريكا بالرأس وهدفا ايضا أمام السعوديه . وبالرغم من الطقس الممطر فقد حافظ على ردات فعله وتحركاته الخطيره أمام المرمى .
وبالرغم من خسارة البرازيل للبطوله فقد اختير رونالدينيو نجم البطوله بعد تسجيله 5 أهداف في ستة مبارايات .
وبعد عودته الى بورتو أليغري شعر رونالدينيو بفخر كبير حينما وجد جماهير غريميو تنتظره في المطارمرحبة أكبر ترحيب بنجمها الكبير .
وشارك رونالدينيو مع المنتخب الأولمبي في تصفيات أولمبياد سيدني 2000 ويفتخر رونالدينيو كثيرا بأهدفه التسعه مع المنتخب في التصفيات وتوج كهداف لتلك التصفيات .
انتقاله الى عاصمة الأناقه وبعد ثلاثة أعوام مع الفريق الأول لغريميو وقع رونالدنيو عقد مبدأيا في ديسمبر 2001 مع باريس سان جيرمان الذي كان يلهث وراء توقيع نجمنا الرائع .
وبعد مشاكل كبيره بينه وبين توقيع عقده الجديد مع أبناء باريس وبعد شهور عده من الصراع القضائي بين الناديين أصبح رونالدنيو لاعبا باريسيا بـ 5 ملايين دولار . وكان ذالك في يناير 2001 .
وكان رونالدينيو يقول قبيل انضمامه لباريس سان جيرمان وحول أن شهرته في البرازيل ستقل اذا ما انتقل هناك " إن سجلت الأهداف وإن فزت بالجوائز , وان أحتفضت بثقة المدرب هناك لا أجد سببا كي أنسى جمهوري في البرازيل الذي أحاطني بكل الحب . وسوف أسعى لأن أصبح شعبيا في أوربا كما أنا في البرازيل . اليوم ومع عصر الأنترنت والصور التي تغرق كوكبنا لا يمكن أن ينساني جمهوري "
وقال رونالدينيو ايضا بعد التوقيع على عقد باريس سان جيرمان " سوف يشكل باريس سان جيرمان الإنطلاقه المثاليه لمسيرتي الأوربيه . لكن هذا لايعني أني أخطط للإنتقال منه بل اذا ما أنتقلت منه سوف يكون بجدارة مني وليس تسريحا او الغاء عقد (( فعلا يارائع ونحن رأينا كيف الأنديه تتلاهف وارئك بالتوقيع معها )) وأضاف , أنا هنا لإكتشاف ناد له شعبيه كبيره في البرزايل أيضا استأنست كيرا لهذا النادي بعد أن أخذت أراء فامبيتا وكريستيان الذي سبقوا وأن ذاقوا طعم الحلاوه الفرنسيه "وكان أول ظهور لنجمنا في باريس بعد ماسافرالى باريس في ابريل 2001 حيث تلاعب الكره مع مدير أعماله وشقيقه أسيس و أظهر مهاراته بالتلاعب بالكره في ( الكامب دي لوغ ) .
ومنذ أن أرتدى رونالدينيو قميص باريس سان جيرمان إحتل عدة مراكز وتبين أنه يؤدي دورا رائعا اذا ما أعطى الحريه بالتحرك خلف المهاجم .
لم يعطي رونالدينيو في البدايه كل مالديه وكان الجمهور الفرنسي قدر ذالك فنجمنا لم يلعب أي مباراه رسميه لأكثر من ستة أشهر قبل مجيئه للنادي وهذا كله بسبب المشاكل بين الناديين والتي لم يحكمها سوى القضاء .
وقد غير لويس فيرنانديز مركز رونالدينيو كثيرا تارة مهاجما أيسر وتارة خلف المهاجم وتارة جناح أيمن . و لم يظهر رونالدنيو بالمستوى المطلوب وكان موضع جدل كبير وقال النقاد وقتها أن رونالدينيو يحب اللمسات السهله القصيره واللعب السريع وهذا مالم يجده في النادي الباريسي فكانت معظم الكرات اللتي تصله هي كرات طويله .
أصبح ملعب الزهور مسرحا لأحلى ايقاعاته
وفي القسم الثاني من الدوري الفرنسي نفث رونالدينيو سحره على جميع منافسيه وأظهر للعالم كله من هو هذا البرازيلي وأنه لم يكن صفقه فاشله .
ولم يكن ملعب نادي باريس الا مسرحا له ولإبراز مواهبه الكرويه التي ألهبت عشاقه ومحبيه فرقص السامبا في عاصمة الأناقه وقاد فريقه الى مراكز متقدمه بعد أن كان متأخرا في القسم الأول من الدوري .
ولم يكن أداء رونالدينيو الا اشاره واضحه لمدرب المنتخب البرازيلي سكولاري لضمه الى تشكلية كأس العالم 2002 . والتي لم يشارك نجمنا في تصفياتها سوى في 6 مبارايت فقط
وقال وقتها " أتحرق للمشاركه في كأس العالم وأنا أعمل كل يوم للوصول الى هدفي الذي سأحققه ويجب أن أكون في القمه للحصول على فرصة الدفاع عن المنتخب البرازيلي . لقد شاركت في المباراتين الأخيرتين من التصفيات وشعرت أن المدرب سكولاري يملك كل الثقه بي فهو يعرفني جيدا لأنه واكب تطوري مع غريميو وهو الذي يعزز ثقته بضمي الى لائحة الـ23 لاعب
أهــــم حـــدث في مــســيــرة رونـــالديــنــيو أعطي فليب سكولاري الثقه لرونالدينيو في كأس العالم بل ورمي على عاتقه حملا كبيرا ألا وهو القميص رقم 11 الخاص بروماريو المستبعد من التشكيله
وكان رونالدينيو يدرك جيدا المهمه الصعبه الموكله عليه فهو بديل للاعب الذي طالب به رئيس البرازيل والشعب كله وقال رونالدنيو وقتها " يجب عن أبرهن للاعبي المنتخب البرازيل على قدراتي في التدريبات قبل المبارايات وسأثبت ذالك أني على قدر كبير من المسؤوليه "
ولعب رونالينيو أول مباراه أمام المنتخب التركي ومع أن المنتخب البرازيلي لم يقدم المستوى المطلوب في تلك المباراه إلا أن رونالدينيو أثبت أنه يستحق مكانا في التشكيله الأساسيه .
وشكل رونالدنيو في تلك الكأس ثلاثيا مرعبا مع رونالدو وريفالدو وفعلا وضح التجانس بينهم فتارة رونالدو يهجم وتارة ريفالدو وتارة نجمنا رونالدينيو .
وكان صاحب التمريره العرضيه الرائعه التي أحرز منها ريفالدو الهدف الثاني في منتخب الصين .
ووقع نجمنا على أول أهدافه في المونديال بعد أن انبرى لضربة الجزاء التي أحرز منها ثالث أهداف المباراه .
وبعد تأهل المنتخب البرازيلي للدور الثاني واجهه منتخب البرازيل منتخب بلجيكا . ورأينا رونالدنيو يأخذ الكره من منتصف ملعب منتخبه ويتحرك الى الجهه اليمني من الملعب البلجيكي وبتمويه أكثر من رائع خدع فيه أحد خصومه ثم مرر الكره الى ريفالدو الذي لم يتواني في ارسالها صاروخيه في الشباك البلجيكي .
وبعد الـتأهل شارك في الاختبار الكبير أمام الأسود الإنجليزيه وبعد أن كان المنتخب البرازيلي مـتأخرا بهدف استلم رونالدينيو الكره داخل الدائره وبحركه فنيه رائعه خدع فيها الظهير اشلي كول المراقب له وأنطلق بالكره كالسهم لم يستطع أحدا ممن خلفه اللحاق به وأتجهه بقوه نحو المدافع الإنجليزي الذي لم يتردد في مواجهته في المعركه بل والهجوم عليه لأخذ الكره منه . وفي هذه اللحظة وعند خروج المدافع أرسل رونالدينيو كره ذكيه بعد أن استغل خروج المدافع الى ريفالدو الرائع الذي كسر مصيدة التسلل التي كاد أن يصطاده فيها الدفاع الإنجليزي .
ومن ثم سجل نجمنا هدفه الرائع من ضربه حره مباشره لمح فيها ديفيد سيمان متقدما عن مرماه فأرسلها من فوقه في الزاويه العلويه للمرمى الإنجليزي كهدف ثاني ....رائع
ولم تمضى سوى دقائق وتحديدا في الدقيقه 57 حتى أشهر الحكم البطاقه الحمراء في وجهه لإعتقاده أن ضرب ساق داني مليز الظهير الإنجليزي متعدما ووصف كثير من الناس بأن هذا الطرد غير مستحق بل وقابل رونالدنيو البطاقه اللتي اشهرت بوجهه بإبسامته الشهيره والتي كانت تحمل في طياتها الكثير من الاعتراضات والذهول على هذه البطاقه .
وقال رونالدينيو بعد اللقاء " اعتقد بان المخالفة كانت لا تستحق الطرد. لقد تم اختياري مع داني مليز من قبل اللجنة الطبية للخضوع لفحص للكشف عن المنشطات وقد تبادلنا الحديث وقال لي بانه هو ايضا لا يعتقد بانه ما حصل يستحق الطرد".
واضاف "لا اريد التعليق اكثر، ان الامر الان في يد الفيفا، لكنني لن أفقد الامل في المشاركة في المباراة النهائية"
وقال نجمنا يومهاعن الهدف الذي سجله " قال لي كافو بان سيمان خارج مرماه وكنت اسعى الى التمرير باتجاه رأس احد اللاعبين، لكن كرتي جنحت داخل المرمى، على اي حال كان في نيتي مفاجأة سيمان الذي حاول التصدي لها لكنه لم يفلح ..
ولم يشارك رونالدينيو في اللقاء الذي يليه أمام المنتخب التركي والتي أستطاع المنتخب البرازيلي التأهل بصعوبه الى النهائي .
لكن الأهم أنه شارك في اللقاء النهائي ضد المانيا بفعاليه كبيره وخاصة في الشوط الأول عندما مرر لرونالدو كرتين واجهه بهما رونالدو حارس المرمى أوليفر كان ولكنه أضاعها ***ارجو ان يعجبكم***
[img]